Wednesday, December 6, 2006

إبداع

خلقت كأبدع ما يكون الخلق .. أبدعتها ريشة فنان عبقري "جل شأنه".. لم أستطع في نظرتي إليها أن أنظرها بنظرة رجل لأنثى جميلة بل كانت نظرة عابد مؤمن لآية من آيات خلق الله ..

لم أنظر إليها كمجرد بشري .. بل سموت بروحي وأحاسيسي لأتمثل فيها قدرة الخالق، فهي بالنسبة لي إبداع فنان عبقري رسم بريشة الأبدية لوحة الخلود .. تضمنت الكون كله ثم بلمسة حانية رفيقة مس بريشته قلب هذه اللوحة فكانت هي ..

عيناها كبحر هائج متلاطم الأمواج لا يعرف الاستقرار إليه سبيلا .. بحر واسع عميق أغرق بين أمواج ثوراته .. أذوب كلما نظرت إليه .. له قدرة على إذابتي في سحره دون مقاومة مني ، ومن يرغب في مقاومة سبب خفقان قلبه وسمو مشاعره وإحساسه بالسعادة ؟!

شعرها هو الليل بكل غموضه وسحره .. بكل شجنه و أحلامه .. بكل ما يحمله من مشاعر الخوف والرهبة من المستقبل الذي قد لا يجمعني بها.. الأمل في اندلاع فجر الحب الذي يضمنا معاً في مكان واحد للأبد ..

الرغبة في ذوباني وإياها في الكون لنكون معاً للأبد .. ونُمنح الخلود الذي تعجز أجسادنا البشرية عن منحنا إياه .. تطايره يذكرني بنسمات الليل الهفهافة التي تداعب الوجه في حنان .. انسداله على جانب وجهها يشّبهني بالقمر عندما تحجب سحابة جزء منه لا يخفي ضياؤه ولكن يزيده جمالاً وسحراً وغموضاً ..

شفتاها كالثمرة اليانعة التي تنتظر قطافها ، يتمنى المرء لو يمسها بفمه لينهل من رحيقها العذب ، عنقها المرمري لا تدانيها في جماله فينوس ، أناملها الرقيقة يتمنى المرء لو احتواها بين راحتيه وقبّلها ليشعر بملمسها على شفتيه .. خفقان قلبي عند رؤيتها أبلغ من أي كلام أحاول أن أنطقه بشفتاي ، فمهما قلت فلن أستطيع الإلمام بجوانب الكمال فيها .

وقلبي له حديث آخر - سري – مع قلبها ، لذا لن يسمعه سواها لكن كيف؟؟

الزمن وحده قادر على إجابة سؤالي الحائر……

- سلوا كئوس الطلا هلاّ مست فاها واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها

هيفاء كالبان يلتف النسيم بها وينثني تحت الوشي عطفاها

"أحمد شوقي"

3 comments:

Ahmed Alaa said...

Well done

Anonymous said...

الا بداع الحقيقى هو رقه أسلوبك يا صديقى ..أعجبنى "أذوب كلمانظرت اليه" لانى طالما امنت انه لا يكتمل الحب ابدا الا اذا كنا قادرين على ان نذوب فيه حتى لا يدرى أى مناحين يتألم أذلك أنا أم هو؟أن ينصهر كل منا فى الاخر حتى تتلاشى بيننا حدود الزمان و المكان و المادة..أعجبنى أيضا ابداعك فى وصفك اياها..تجيد الوصف بقلب العاشق و بعين الفنان سموت فى وصفك عن لغه الجسد و سعيت وراء ما هو مكنون خلف اسوار هذا الجسد؟..شعرت..فسموت..فأبدعت يا عمر.

Omar El-Tahan said...

أحياناً أضع كلمة أشعر بمعناها جداً وانتظر أن يلاحظها أحد ... وغالباً لا يحدث :)
ولكني فوجئت بهذا الرد والتعليق على كلمة الذوبان وهي فعلاً كلمة فريدة لمن يشعر بمعناها ... تحياتي على الإحساس المرهف الذي استشعرها