Saturday, April 15, 2023

قومية بلا هدف

 

من اللطف اللي بيتمتع بيه كتير من المصريين هو شدة دفاعهم عن لون بشرة كليوباترا في الفيلم الوثائقي لنتفليكس اللي بيحمل بصمة الأفروسنتريك بينما كليوباترا المصرية الوحيدة هي السجائر الرديئة المعروفة ...
 
تمام زي شغفهم بخالد النبوي في مسلسل ممالك النار في دور طومان باي المملوكي الشركسي ذا الأصل التركي ..
 
يعني لا كليوباترا مصرية و لا ادعَّت و لا طومان باي مصري و لا ادعَّى ..
 
يعني أنا اتفهم و اتفق مع الغضب على تزوير التاريخ من باب الدقة و الأمانة و لكن أن يكون الأمر مجرد قومية لا أساس لها من أصله فهذا عجيب جدًا بالنسبة لي و يدعوا للدهشة.
 
مصر من الدول التي على مدار تاريخها اختلطت فيها عشرات الأجناس و الأعراق سواء بينهم و بين بعض كأغراب أو مع المصريين مما تسبب في التباين و التفاوت الشديد في ملامح المصريين المعاصرين و عدم وجود فئة تستطيع استشفاف نقاء نسبها لقدماء المصرين ..
 
فالمصريين تتدرج ألوانهم ما بين البياض الأورويي للقمحي المميز لحوض البحر الأبيض المتوسط للخمري للأسمر للأسود بل و بعضهم يحمل ملامح و لون يميل لشرق آسيا أيضًا.
 
لذلك فالقومية المصرية لا تعتمد على نسب قوي للأسلاف مثل الحال في تركيا مثلًا أو الأمازيغ أو النوبيين ..
 
اتفهم أن ينتمي الناس للبلد و الثقافة المشتركة مثلما يفعل الأمريكان و الأستراليين لأنهم يعلمون أنهم ليسوا أصحاب الأرض الأصليين و لا جذور أعمق من خمسمائة عام على الأكثر لديهم ..
 
لذلك فلو كان الإنتماء الحقيقي و الغيرة الوطنية و القومية في مصر مبنية على مبادئ الدولة القومية الحديثة لكان متفهمًا بالنسبة لي ..
 
لكن الإنتساب القسري إما لمحتلين للبلد أو لجنس لم يعد موجود من مئات السنين فهذا مما أعجب له.
 
هذا إن سلمنا من الأساس بفكرة القومية الجامعة بينما ما يفترض أن يكون أولى انتمائتنا هو للدين المشترك ثم بعده بمراحل للغة المشتركة.