Tuesday, March 14, 2023

الإنسان الإله

 

من كليشيهات التفكير و التعامل المؤسفة بين البشر:
التنميط و تعميم التجربة الذاتية و وحدة المنظور.

يعني ايه الكلام ده؟

ان الفرد يتوحد مع منظوره الخاص للرؤية و يكتفي بإنه يشوف و يفكر في كل حاجة طبقًا لمنظوره هو و تجربته الذاتية و احتياجه و كأنه لا يوجد آخرون في هذا الكوكب البائس لهم منطلقات أخرى و زوايا رؤية و تفكير و تجارب و احتياجات مختلفة.

حتى فلسفة الحياة و رؤية الكون و التعامل مع المتغيرات.

ده بيبقى مريح نفسيًا لأنه بيحصر الحُكم و الرؤية عالcomfort zone بتاعة الواحد بما يتفق و رؤيته و تفكيره، لكنه للأسف بيخليه قاصر عن رؤية زوايا تانية و بالتالي رؤيته بتكون قاصرة و ليست شاملة و عامة بدرجة تتسع لاختلافات البشر و منطقهم و احتياجاتهم.

المنظور الأحادي مريح فرديًا و كتير بيكون مناسب ذاتيًا و لكنه غير صالح للتعميم و التنفيذ على مستوى جماعي فيه مستويات متباينة.

و عشان كده مش أي حد يصلح لمسؤلية النصح و الإرشاد و الوظائف القيادية و الإدارية العليا، و ده السبب إن الفتيا و الفقه و مناصب حيوية زي المديرين و الرؤساء التنفيذيين و من يتصدون للشأن العام في نطاقات تخصصهم لا يجدر أن يكونوا من قاصري التفكير و التوجه و أصحاب زوايا الرؤية و الفكر الضيقين لأنهم بهذا الأمر يضرون غيرهم ممن يتأثرون بهم بينما هم غير مؤهلين لذلك ابتداء.

و ده من الحاجات اللي بتعوق الكثيرين عن تقبل الإختلاف و قبول وجهات نظر مخالفة أو مختلفة و بتمنع كتير من الناس انهم يعدلوا افكارهم و نظراتهم للأمور أو يضيفوا ليها أو يغيروها أو حتى يتقبلوا مجرد وجود مخالف أو مختلف عنهم.

و دي من مساوئ الليبرالية الفكرية اللي بتعلي من قيمة الإنسان و توحده مع ذاته لدرجة تصل أحيانا لتأليه الذات بالمفهوم العملي التطبيقي و اللي بيخلي علماء كتير يلحدوا و يرفضوا الإيمان إلا بما هم قادرين على قياسه و رؤيته و الإحساس به و عشان كده جراحين كتير بيعانوا مما يسمى بgod complex و ده بيخليهم ينظروا لأنفسهم كأنصاف آلهة أو آلهة قادرين على المنح و المنع بل و الإحياء أو انهلء الحياة فضلًا عن تحويل قعيد أو طريح الفراش لإنسان طبيعي.

و المأساة الكبرى في البشر العاديين اللي بيعانوا من حيث لا يدرون من الgod complex دي بمصادرة الصواب و الحق و الصحة لهم وحدهم دون غيرهم ممن يخالفهم.