حواديت مصرية
Monday, March 18, 2024
سيزيف .. الآخر !
Saturday, March 9, 2024
المسافر الوحيد
بدأ الظلام يُرخي سدوله آذناً للضياء أن يُلَملِم خيوطه مُنسحباً، تاركاً خلفه ظلاً طويلاً للمسافر الوحيد في الصحراء الجليدية الممتدة على مدى البصر و كأنها احتوت الوجود كله بصقيعها ....
تذكَّر المُسافر رحلته الطويلة و زاده القليل و استرجع ذكرى أول و آخر دفء حصل عليه منذ بدأ رحلته الباردة، و كيف أن هذا الدفء منحه طاقة داخلية استطاعت أن تمنحه وقت طويل قطع به المزيد من المساحات البيضاء المتجمدة ...
و الآن و قد نضبت كل ذرة دفء احتوتها خلايا المُسافر الوحيد و قد تثاقلت مشيته و انسحبت ألوان الحياة من بشرته ثم تهاوت قدماه ليسقط أرضاً ثم يتحامل ليُسند ظهره على كثيب ثلجي يُمعِن في إشعاره بالصقيع الذي يسحق عظامه، يستطيع أن يرى من خلال عينين ضبابيتين شبح يتحرك بخفة من بعيد مُقترباً منه في خطوات بطيئة واثقة ..
ابتسم في وهن و قد تجمدت شفتاه و هو يرمق النمر الجليدي الأبيض بخطوطه السوداء التي تسبح في بحر فراؤه الأبيض، و عيناه الزرقاوان النابضتان بالقوة يشعر أنه يغوص فيهما و كأنهما تأسران عينيه و تسحبانهما تلقائهما ليشعر بأنه يألف هذا النمر القوي الوحيد و كأنه شاركه جزء من كيانه وقت أن غاص بناظريه في أعماق عيني النمر الزرقاوين ..
اقترب النمر في تؤدة منه إلى أن لفحت أنفاسه الباردة وجه المسافر المتجمد و تلاقت الأعين، و كأن حديث عميق سريع قد تم بين العيون فقد تكور النمر على نفسه بجانب الرجل دافعاً برأسه و كتفيه بين ذراعي المسافر الذي ما أن استشعر دفء الفراء و قرقرة الأنفاس حتى تراخى ذراعاه على الفراء الكثيف و مالت رأسه لتتلقاها الجبهة العريضة و خفتت الأنفاس و تثاقلت الجفون و في آخر لمحة ضياء التمست طريقها إلى العينين الذابلتين رأى يد النمر تمتد إلى صدره و تضغط برفق على موضع قلبه و هُيء اليه أنه يسمع صوت ببري رخيم من بين شفتي النمر قائلاً:
الآن آن لك أن تستريح.
Saturday, April 15, 2023
قومية بلا هدف
Tuesday, March 14, 2023
الإنسان الإله
يعني ايه الكلام ده؟
ان الفرد يتوحد مع منظوره الخاص للرؤية و يكتفي بإنه يشوف و يفكر في كل حاجة طبقًا لمنظوره هو و تجربته الذاتية و احتياجه و كأنه لا يوجد آخرون في هذا الكوكب البائس لهم منطلقات أخرى و زوايا رؤية و تفكير و تجارب و احتياجات مختلفة.
حتى فلسفة الحياة و رؤية الكون و التعامل مع المتغيرات.
ده بيبقى مريح نفسيًا لأنه بيحصر الحُكم و الرؤية عالcomfort zone بتاعة الواحد بما يتفق و رؤيته و تفكيره، لكنه للأسف بيخليه قاصر عن رؤية زوايا تانية و بالتالي رؤيته بتكون قاصرة و ليست شاملة و عامة بدرجة تتسع لاختلافات البشر و منطقهم و احتياجاتهم.
المنظور الأحادي مريح فرديًا و كتير بيكون مناسب ذاتيًا و لكنه غير صالح للتعميم و التنفيذ على مستوى جماعي فيه مستويات متباينة.
و عشان كده مش أي حد يصلح لمسؤلية النصح و الإرشاد و الوظائف القيادية و الإدارية العليا، و ده السبب إن الفتيا و الفقه و مناصب حيوية زي المديرين و الرؤساء التنفيذيين و من يتصدون للشأن العام في نطاقات تخصصهم لا يجدر أن يكونوا من قاصري التفكير و التوجه و أصحاب زوايا الرؤية و الفكر الضيقين لأنهم بهذا الأمر يضرون غيرهم ممن يتأثرون بهم بينما هم غير مؤهلين لذلك ابتداء.
و ده من الحاجات اللي بتعوق الكثيرين عن تقبل الإختلاف و قبول وجهات نظر مخالفة أو مختلفة و بتمنع كتير من الناس انهم يعدلوا افكارهم و نظراتهم للأمور أو يضيفوا ليها أو يغيروها أو حتى يتقبلوا مجرد وجود مخالف أو مختلف عنهم.
و دي من مساوئ الليبرالية الفكرية اللي بتعلي من قيمة الإنسان و توحده مع ذاته لدرجة تصل أحيانا لتأليه الذات بالمفهوم العملي التطبيقي و اللي بيخلي علماء كتير يلحدوا و يرفضوا الإيمان إلا بما هم قادرين على قياسه و رؤيته و الإحساس به و عشان كده جراحين كتير بيعانوا مما يسمى بgod complex و ده بيخليهم ينظروا لأنفسهم كأنصاف آلهة أو آلهة قادرين على المنح و المنع بل و الإحياء أو انهلء الحياة فضلًا عن تحويل قعيد أو طريح الفراش لإنسان طبيعي.
و المأساة الكبرى في البشر العاديين اللي بيعانوا من حيث لا يدرون من الgod complex دي بمصادرة الصواب و الحق و الصحة لهم وحدهم دون غيرهم ممن يخالفهم.
Thursday, January 12, 2023
الجد
المكان: حلوان – شارع جعفر باشا متفرع من شارع زكي – حلوان الشرقية
الوقت: بعد العصر في يوم صيفي الزمان: حول منتصف الثمانينيات من القرن العشرين
الحدث: كنت أمام فرن للخبز البلدي لأشتري للمنزل كما عودتني أمي في أمر الاعتماد عليّ في إحضار بعض احتياجات المنزل منذ صغري. كان الطابور طويلاً و شعرت بالملل من الوقوف الطويل بدون حركة و أنا كأي طفل لا يزيد عمره عن العشر سنوات أرغب في المزيد من الحركة، و كانت هناك شجرة ملاصقة للمخبز، كبيرة وارفة الأغصان كثيرتها و تتمتع أغصانها بالقوة و السُمك. و بحكم نشأتي في عمارة المقاولون العرب و التي لها حديقة بها شجرة أخرى كبيرة قد تعودت على تسلق الأشجار للعب، و عندما رأيت الشجرة بجوار المخبز و الطابور المُمل الطويل لم أستطع مقاومة تسلق الشجرة لتمضية الوقت في اللعب عليها بعيداً عن الطابور.
و لا أذكر في الحقيقة أكانت أول مرة لي في التسلق أم عندما تكرر الأمر عدة مرات أن وجدت عند نزولي منها من يناديني: "طرزان"، فالتفت لأجده هو من يناديني، رجل طويل أميل للنحافة، أبيض البشرة مشرب بحُمرَة، أبيض الشعر ناعمه و قد خط الزمن على وجهه و يديه تجاعيد عميقة و نمش يناقض لون بشرته، عيناه زرقاوان صافيتان و وجهه يحمل وسامة لم ينجح الزمن في إخفائها. سنه وقتها لربما جاوز السبعين بسنوات، و لكن الحيوية كانت تنبض في عروقه، ابراهيم كان اسمه و "الجد" كان لقبه، كان يعمل في ورشة حدادة على الجهة المُقابلة للمخبز و كان كل من يعملون معه ينادونه ب "يا جِدّ".
ناداني "الجد" و قال لي: نعم أعنيك أنت. فلما ذهبت اليه قال لي: هل تعرف طرزان؟ فلما أجبته بلا قال لي أنه يحب "التنطيط" مثلي على الأشجار و ما أن عَلِم أنني أحب القراءة قال أنه سيُحضِر لي غداً معه قصة من قصص طرزان لأقرأها لأنها مليئة بالمغامرات الشيقة و ستعجبني. و قد عرض عليّ أن انتظر دوري في الطابور معه في ورشته و أن أشاهده و هو يعمل في هذه الأثناء و في هذه الأثناء كان يُحدثني عن طرزان و مغامراته الشيقة في الغابة و أنا منجذب اليه و قد نسيت الشجرة. و بالفعل كانت القصة المكتوبة و ليست المصورة في انتظاري المرة القادمة و أعتقد أنها كانت خطوة ذكية منه لأن القصة المكتوبة ستأخذ وقتاً أطول في القراءة مما سيُبعدني عن الشجرة و التقافز عليها و تسلقها.
شدت القصة انتباهي حتى أتى دوري في الطابور فاستأذنته في أن آخذها معي للمنزل و آتيه بها غداً، و بالفعل انكببت عليها حتى أنهيتها و ذهبت اليه لأجده قد أحضر لي أخرى حتى لا يدع لي فرصة للتفكير في تسلق الشجرة. و كنت لا أُمضي الوقت فقط في القراءة و لكني أحياناً أشاهده و هو يعمل و أحياناً يحادثني و يحكي لي أقاصيص مختلفة لتمضية الوقت. نمت بيننا علاقة زادت قوتها مع الوقت حتى صرت أزوره تقريباً في كل مرة أذهب فيها إلى السوق أو إلى المخبز و كان لصنيعه معي أثران: الأول هو البدء في انتقال حبي للقراءة من المصورة إلى المكتوبة بالكامل، و الثاني هو البدء في الالتفات بصورة جدية للأدب العالمي المكتوب و القفز على سلم القراءة درجات تأخذ أعواماً من غيري للوصول اليها، كل هذا و أنا لم أُتم العاشرة من عمري بعد. رحم الله الجد ابراهيم و غفر له و أثابه عني كل خير.
Monday, January 2, 2023
أبو البنات
اختلاف المفاهيم
اختلاف المفاهيم -تقبل وجود الإختلاف و اعتبار تباين المنظور-
Wednesday, October 19, 2022
الملابس البيضاء
أنا ظلمت اللون الأبيض في اللبس !
طول عمري باكره لبس الأبيض بره و جوه لأنه اللون الوحيد القادر انه يحسسني إني معفن و مش نضيف مسافة ما اخرج بره الحمام أو اخطي عتبة البيت.
كان دايمًا عنده القدرة على التحول لدرجات الكريمي فالعسلي فالشامبين مرورًا بالهافان و وصولًا للبني في زمن قياسي يتحدى النظرية الفيزيائية القاضية بعدم قدرة أي شيء على تخطي سرعة الضوء.
عشان كده ما كنتش باشتري أي هدوم بيضاء أبدًا حفاظًا على سلامي النفسي.
لحد ما قريب والدي و اختي جابولي تيشيرت هاف نِك و بنطلون جينز لونهم أبيض كهدية.
أنا فضلت فترة راكنهم في شنطهم و مستمتع بوجودهم في البيت من باب التبرك و معتبرهم رمز للنقاء و الطهر لا أكثر لحد ما في مرة كنت طلعت المحفظة من البنطلون الجينز الأزرق اللي بالبسه بقالي شهر لأنه بيوصل لي شعور اني انسان مش جاذب للأتربة و العوالق و نسيت ارجع المحفظة فيه تاني.
وقتها و بحكم إني راجل باختار بنطلون الخروج و أنا نازل بناء على اللي المحفظة في جيبه و الحزام راكب فيه و للحظ الحزام يومها اتسل من العراوي و وقع فأنا لقيت نفسي في معضلة وجودية و هي إن ماعنديش بنطلون اخرج بيه.
فاضطريت ساعتها اطرح على مائدة البحث الخيارات اللونية الأربعة الأخرى المتاحة لحل الأزمة دي.
و أنا وسط دائرة الشك و الحيرة المؤلمة لاختيار البديل دورت وشي عشان أعطس فشفت شنط الطقم الأبيض في ركن السرير و عائلة صغيرة من العنكبوت طويل الأرجل تلهو بمرح عليها في نزهة خلوية في يوم معتدل الحرارة لأني ما جرؤتش احطهم في الدولاب وسط الهدوم مخافة احتكاكهم بالألوان التانية فيتعكر نقاؤهم.
فساعتها نطت الفكرة في بالي بما إنهم أبعد الخيارات عن الإستخدام و قلت بما إني بامر بلحظة يأس مريرة و أزمة لا أدرية عنيفة فدول أنسب اختيار للأزمة الوجودية الطاحنة اللي بامر بيها و قررت البسهم.
و دلوقتي و بعد اسبوع من الإستخدام لقيت إن فكرتي عن اللون الأبيض في اللبس كانت خاطئة و مجحفة تمامًا، و إن اللون الأبيض مريح نفسيًا جدًا في اللبس و سهل لبسه مع بعض الإحتياطات البسيطة زي غسل الإيدين قبل اللبس و استخدام العربية في التنقل و ألا يكون الجراج على مسافة اكثر من150 متر عن البيت و مسح أي كرسي قبل الجلوس عليه و عدم الجلوس في أماكن مفتوحة و الإمتناع عن اي تلامس جسدي مع أي كائن حي و إن مقابلة أي حد ماشفتوش من زمان لا يمكن تتضمن حضن او طبطبة أو خبط عالفخد مع جملة "ليك وحشة يا راجل" و وصولًا في بعض الأحيان للقدرة على الطيران المنخفض.
فزي ما انتوا شايفين موضوع عدم لبس الأبيض بالنسبة لي كان في غير محله و الموضوع طلع بسيط و سهل جدًا أهو.
Sunday, March 6, 2022
كل شيء
Wednesday, January 5, 2022
الإختلاف ... غالبًا يُفسد للود قضية
انا مش من هواة إني اَدَخَّل حياتي الشخصية عالفيسبوك و يمكن باستثناء منشورات نعي ما فيش غير بوست او اتنين في خلال15 سنة ليا عالفيسبوك اللي ليهم طابع شخصي و متعلقين بحياتي ..
Thursday, December 23, 2021
التواضع ما بين الطبع و الرياء
الفارق الحقيقي بين المتواضع حقاً و بين المتواضع رياء و سُمعَة، هو أن الأول يعترف بفضل الناس عليه و لا يخجل من إظهار إعجابه بفكر و كتابات أحد و قول أن فلان علمه و فلان له فضل عليه و هكذا ...
أما الآخر فهو يستميت بشتى السبل حتى لا يُظهِر للناس من يتعلم منهم و يتفنن في إظهار أنه صاحب رؤية مستقلة و أنه عانى عصامياً حتى وصل لما هو عليه و لكنه يفعل ذلك بطريقة ذكية يستنطق بها من حوله حتى لا يقولها بنفسه فتُعَد غروراً ..
و لا مانع أبداً أن يذكر وسط كلامه أن هناك من تنبأ له بذلك من قبل و أن هناك من قال له أن الشواهد كلها تدل على أن له مستقبلا هائلاً ينتظره لرجاحة فكره الظاهرة ..
اللعب على نفسيات الناس بالكلام غير المباشر و زرع الفكرة بداخلهم لجعلهم ينطقون بها دونه لإرضاء الذات و في نفس الوقت إظهار تواضع مصطنع و تقليل مائع من حجم الذات ما هي إلا وسائل يستخدمها ذوي النفوس الناقصة للمزيد من اجتذاب الناس حولهم و التظاهر بالتواضع و البساطة و هما براء منهم.
Wednesday, December 22, 2021
المُعلَّم ذاتيًا
من المواضيع الشائكة و التي ترددت في الكلام عنها فترة طويلة لحساسيتها هي مسألة احتكار الصواب بالنسبة لمن يملكون منظومة فكرية خاصة بهم وصلوا اليها بعد قراءات و لم يتعلموا على يد خبراء في المجال "مع القراءة".
Tuesday, January 5, 2021
الرسائل الخفية في الفن
ترند هاني "تامر حبيب في ذاته" آخره يومين و يقع ... بس هل حد فكَّر وسط التريقة عليه في الرسالة الضمنية الموجهة للنساء عامة و النسويات المستقلات خاصة؟
لما اتقدم فيلم نهر الحب سنة 1960 بطولة زكي رستم "الباشا جاف المشاعر" و فاتن حمامة "الزوجة الرومانسية" و عمر الشريف "ينبوع الرومانسية و الحنان" الناس لحد النهاردة انقسمت بين تأييد الرومانسية و الحنان و بالتالي تبرير البحث عنهم و اعتبار جفاف المشاعر مبرر كاف للبحث عن الحنان خارج المنظومة الشرعية و القانونية أو على الأقل تبرير و تعاطف مع من وقعوا في هذه الرذيلة؛ و ما بين المحافظين أو من يرفضوا اللجوء لهذا المسلك بغض النظر عن الدوافع.
لكن ما زرعه هذا الفيلم على مدار العقود المتتالية في نفوس النساء هو التعاطف الشديد مع نوال و خالد و الحنق على طاهر و بالتالي صار تفهم فعل أي نوال مع أي خالد أمر عاطفياً مقبول جداً و مُرحب به و مُبرر حتى و إن لم تمارسه المرأة بنفسها.
و من هنا تأتي خطورة ترند هاني و ما زرعه هذا الموقف المبتذل من فكرة ستثمر و سريعاً لأن على الأرض هناك فئات موجود عندها هذا السلوك فعلياً و باقي الإنتشار لا أكثر.
الرسائل الإعلامية لا يجب اغفال خطورتها و لا التهوين من شأنها و المساعدة في نشرها حتى من باب السخرية و النقد لأن هناك فئات مستهدفة ستصلها الرسالة الأصلية دون المرور على النقد و السخرية.
Monday, December 7, 2020
Sunday, November 29, 2020
فتاة هارفارد و أطفال الإختراعات
فيه بنت أمريكية كانت بتحكي لما راحت تقدم في جامعة هارفارد و إن اللي عملت معاها الإنترفيو بعد ما خلصت اسئلتها كلها و قالت للبنت انها مبسوطة انها قدمت عندهم و انها عملت الإنترفيو ده معاهم و البنت قامت عشان تمشي فاللي عملت معاها الإنترفيو ندهت عليها و سألتها:
ممكن اديكي نصيحة صغيرة؟؟
فالبنت قالت لها:أكيد.
الست قالت لها:
أنا لاحظت إنك كنتي بتحاولي تجاوبي الإجابة المثالية على اسئلتي، بس الحقيقة إحنا مش مهتمين بالتعرف على الشخصية اللي بتحاولي تكونيها ... اهتمامنا الفعلي بشخصيتك الحقيقية.
الموقف ده فكرني بالإنترفيوهات العبثية في بلدنا السعيد للآباء اللي بيقدموا لأولادهم فيKG و بيقعدوا يذاكروا هما و العيل قبل الإنترفيو بمدة طويلة عشان يجاوبوا الإجابات اللي تِظهرهُم بالصورة اللي تليق بالصرح التعليمي العظيم اللي بيخرج سنوياً طلاب حائزين على نوبل بالفعل و اخترعوا3000 اختراع جديد يفتح للبشرية آفاق رحبة في العلم و التقدم و الحضارة.
الفجوة اللي بيننا و بين العالم الحقيقي بتتسع بشكل مهول في الحقيقة لأننا مصممين ناخد "وساخة البطن" و نسيب أصل الموضوع.
عشان كده احنا هانزداد تخلف و ضحالة و تأخر ... و هانفضل نضحك على نفسنا بالأخبار الهاطلة في الجرايد المحلية اللي بتخرج لنا كل اسبوعين طالب/ة اخترعوا جهاز جديد في علم معقد بالفعل و ننام مرتاحين بعد ما اتطمنا إن "مصر ولاّدة" و ان كل حاجة تمام.
صحيح بنصحى تاني يوم على نفس الجهل و القمع و التخلف و الخوف من الهمس حتى ... و بتستمر معاناتنا في كل دقيقة بنقضيها صاحيين، لكن احنا بنحب اللي يضحك علينا و يقول لنا: كله تمام و احنا عظمة.
صدق من قال: إن ما يحدث في بلادنا ليس تعليم انتقائي، و لكنه تجهيل مُتعمَّد.