أريد أن انبه لأمر عظيم في رأيي ...
أن في الواقع الحالي لا يوجد و لن تجد فصيل واحد يجمع الفضل و الصواب من أطرافه ....
فالإخوان متميزون على مستوى الحراك و النشاط المجتمعي و السلفيون عندهم
علم شرعي قوي و التبليغ و الدعوة لهم قدرة على اجتذاب ناس للمساجد و هكذا
...
و لكل عيوبه التي تؤثر كثيراً على مسيرته .. و الحل في التكامل لا التفاضل ...
خاصة أن الجميع يفتقر للرؤية و الإستراتيجية السليمة لتحكيم دين الله و
ربما لو سألت الكثيرون عن الشريعة التي يريدون تطبيقها لتعجبت من الإجابات.
التأصيل العلمي و الشرعي قاصر بسبب تجبر طواغيت الحكام مما أجبر كل فصيل
على التقوقع على ذاته و فكره و منهجه و بعد الجميع عن أجزاء من الدين لا
تُغفل.
أما الصمود و الثبات الحالي فهذا أمر سياسي بالمقام الأول و
لا يغرنّ أحد التحفيز للناس تحت إطار الدين بينما الممارسات على الأرض
براجماتية بحتة و كذلك يفعل حزب النور للأسف ...
من يريد تطبيق
شرع الله أحرى به أن يطبقه في نفسه و أهله و مجتمعه الصغير أولاً و يعلم أن
في الدين لا فارق بين الشعار و التطبيق و لا بين الهتاف العاطفي و المحك
العملي و لا نجد نبرات التخوين و التخذيل لكل من خالف.
أن نعارض الإنقلاب فنعم ... أما أن نرى الحق معنا و فقط و إلا فالمخالف خائن أو عميل أو امنجي أو متخاذل فلا ..
و حتى المشايخ الفضلاء لم يسلموا حتى سمعنا مسبة ابي اسحق الحويني مثلاً و كأنه شاب رقيع.
و حزب النور أكثر كارثية و اتألم بما اجده من أتباع الحزب و الدعوة و
اسلوبهم البذئ القمئ و اكتشافي انهم يربونهم هناك على كراهية الإخوان و
تبديعهم و تفسيقهم و الإساءة اليهم بأسلوب لا يتبعوه مع الفجرة من الأمة.
كما أن تعريف مسمى الخوارج صار على غير ما قال به علماء الأمة على مدار
تاريخها و صار لي أعناق النصوص عنوة هو الطريق لإثبات صحة الرأي لا للوصول
للحق.
و عدم وضوح مبدأ و عقيدة الولاء و البراء بشكل يرضي الله و
رسوله أصبح آفة .. حتى ارتبط الولاء و البراء بالتنظيم و الجماعة و الحزب
... الخ.
و صار الجميع يتهافت على إرضاء كل طرف معادي صراحة للدين
أو لتحكيم الشرع في أمور الدنيا بما يسعه الخلاف الفقهي المعتبر بين
العلماء و الأئمة، بينما يناصبون بعضهم البعض العداء و كأنهم يتقربون إلى
الله ببغض من هم على دينهم و من أهل السنة و الجماعة و إن أخطأوا أو حادوا
..
الحزبية المقيتة التي أعلت مبادئ و أهداف الجماعات و التنظيمات
أضرت العمل الإسلامي و الدعوة .. و الكل ضحل الفكر و الثقافة السياسية و
لا يوجد فقه السياسة الشرعية لديهم و لا تأصيلات بما يسمح بالتعامل المنطقي
و الواقعي مع وجود النظام العالمي و بما لا يخالف الدين و ثوابته.
و إن لم نُصلح أنفسنا و نعي حقيقة ما نواجهه فلن نقدر على دحر لا انقلاب عسكري و لا حتى جاهلية المجتمع التي تنتشر بطريقة مرعبة.
No comments:
Post a Comment