Saturday, January 11, 2014

الفضل بين شُعَب المؤمنين

أريد أن انبه لأمر عظيم في رأيي ...

أن في الواقع الحالي لا يوجد و لن تجد فصيل واحد يجمع الفضل و الصواب من أطرافه ....

فالإخوان متميزون على مستوى الحراك و النشاط المجتمعي و السلفيون عندهم علم شرعي قوي و التبليغ و الدعوة لهم قدرة على اجتذاب ناس للمساجد و هكذا ...

و لكل عيوبه التي تؤثر كثيراً على مسيرته .. و الحل في التكامل لا التفاضل ...

خاصة أن الجميع يفتقر للرؤية و الإستراتيجية السليمة لتحكيم دين الله و ربما لو سألت الكثيرون عن الشريعة التي يريدون تطبيقها لتعجبت من الإجابات.

التأصيل العلمي و الشرعي قاصر بسبب تجبر طواغيت الحكام مما أجبر كل فصيل على التقوقع على ذاته و فكره و منهجه و بعد الجميع عن أجزاء من الدين لا تُغفل.

أما الصمود و الثبات الحالي فهذا أمر سياسي بالمقام الأول و لا يغرنّ أحد التحفيز للناس تحت إطار الدين بينما الممارسات على الأرض براجماتية بحتة و كذلك يفعل حزب النور للأسف ...

من يريد تطبيق شرع الله أحرى به أن يطبقه في نفسه و أهله و مجتمعه الصغير أولاً و يعلم أن في الدين لا فارق بين الشعار و التطبيق و لا بين الهتاف العاطفي و المحك العملي و لا نجد نبرات التخوين و التخذيل لكل من خالف.

أن نعارض الإنقلاب فنعم ... أما أن نرى الحق معنا و فقط و إلا فالمخالف خائن أو عميل أو امنجي أو متخاذل فلا ..

و حتى المشايخ الفضلاء لم يسلموا حتى سمعنا مسبة ابي اسحق الحويني مثلاً و كأنه شاب رقيع.

و حزب النور أكثر كارثية و اتألم بما اجده من أتباع الحزب و الدعوة و اسلوبهم البذئ القمئ و اكتشافي انهم يربونهم هناك على كراهية الإخوان و تبديعهم و تفسيقهم و الإساءة اليهم بأسلوب لا يتبعوه مع الفجرة من الأمة.

كما أن تعريف مسمى الخوارج صار على غير ما قال به علماء الأمة على مدار تاريخها و صار لي أعناق النصوص عنوة هو الطريق لإثبات صحة الرأي لا للوصول للحق.

و عدم وضوح مبدأ و عقيدة الولاء و البراء بشكل يرضي الله و رسوله أصبح آفة .. حتى ارتبط الولاء و البراء بالتنظيم و الجماعة و الحزب ... الخ.

و صار الجميع يتهافت على إرضاء كل طرف معادي صراحة للدين أو لتحكيم الشرع في أمور الدنيا بما يسعه الخلاف الفقهي المعتبر بين العلماء و الأئمة، بينما يناصبون بعضهم البعض العداء و كأنهم يتقربون إلى الله ببغض من هم على دينهم و من أهل السنة و الجماعة و إن أخطأوا أو حادوا ..

الحزبية المقيتة التي أعلت مبادئ و أهداف الجماعات و التنظيمات أضرت العمل الإسلامي و الدعوة .. و الكل ضحل الفكر و الثقافة السياسية و لا يوجد فقه السياسة الشرعية لديهم و لا تأصيلات بما يسمح بالتعامل المنطقي و الواقعي مع وجود النظام العالمي و بما لا يخالف الدين و ثوابته.

و إن لم نُصلح أنفسنا و نعي حقيقة ما نواجهه فلن نقدر على دحر لا انقلاب عسكري و لا حتى جاهلية المجتمع التي تنتشر بطريقة مرعبة.

No comments: