Wednesday, January 1, 2014

من كشف حساب 2013

عام 2013 بالنسبة لي كان عام "المخمضة" الفكرية ...

بدأت العام على حال و مر أغلب العام على حال و انتهى على حال مخالف لما سبقه تماماً !!

أحمد الله أن التطور ايجابي و مبني على توسع في العلم و المعرفة و القراءة و تعلم النظر من زاوية اكثر اتساعاً و أن تحصيل الماضي أساس للإلمام بالحاضر و استشراف المستقبل، و لكن في الحقيقة ليس من السهل على الإنسان أن يتغير فكره و اتجاهه بصورة شبه جذرية لأكثر من مرة في خلال عام واحد ..

صحيح أن الأصول الثوابت و المنهج العقائدي و لله الحمد رواسخ في النفس إلا أن ما أقصده هو من أمور الفِكر الدنيوي غالباً و محاولة الإستزادة من العلم للخروج من النمط السلفي التقليدي الذي أودى بالكثيرين المهالك لأنهم لم يحاولوا أن يتعلموا ما كان في كتب السلف و خلافات العلماء و اقتصروا على نبع واحد للمعرفة و تحزبوا له .. فلله الأمر.

و أغلب "الإنقلاب" الفكري كان في النهج السياسي و لولا النوازل لما صححت فكري و لما استطعت التفرقة بين ما هو لغرض سياسي و بين ما هو على أساس ديني و إن اختلط ذلك على الأغلبية.

و من أهم ما اكتسبته هو ضرورة تثبيت مرجعية الدين و الإنتماء للخندق و انقد للإصلاح من داخله ... فلن نُصلِح عيوبنا و لا نُصحح منهجنا و حياتنا إلا إن اعترفنا بعيوبنا في المقام الأول ... 
و نقد الإصلاح غير نقض الهدم، و هذا ما لا يكون واضحاً للكثيرين للأسف فيُسيئوا الظن و لا يُعطوا الفرصة للتوضيح أو حتى يتقبلوا وجود اختلاف في الآلية و إن اتفقت الأهداف.

أعترف أنني في نهاية العام اكتشفت أني دخلته ساذج و غر بالكثير و حسن النية و قاصر النظر عن الكثير من المُلمات ..

و مع ازدياد معرفتي و احتكاكي بالواقع مع إضافة عامل التعلم بالقراءة و الإطلاع ازددت بعداً عن التيار السائد مما جعلني عند الكثيرين ذا فِكر "مُستهجن"

مما تأكد لي "بضراوة" هذا العام بالذات أن الإنسان عدو ما يجهل و عدو ما يُخالف ما ألِفه و اعتاد عليه و عدو ما يتعارض مع قناعاته الشخصية حتى لو كان الرأي المُخالف هو الصواب !

و باختصار:

لا يُهِم عند الناس أن تكون على حق أو على صواب ... لا يُهِم البتة !!
المهم حقيقةً هو إن "اللي زي الناس ما يتعبش"

الناس تُحِب من يوافقها رأيها و اتجاهها و ميولها ... و كونك تعرض وجهة نظر أخرى أو تقترح زاوية أخرى للنظر فهذا من مثيرات كوامن النفس من الضيق بالمخالفة.

كما تعلمت أن تنازل الإنسان عن أي ثابت أو مبدأ يؤمن به أو حتى يصنع استثناء لأجل آخر أياً كان لهو خطأ مُميت سيتلقى صفعة هائلة تُعلِمه بذلك ممن تنازل لأجله و ليس من أحد آخر .. التنازل عن الثوابت و المبادئ مهما كان هيناً أو عظيماً و لأجل إنسان آخر مهما كانت درجة قربه جزاؤه المُمِض سيكون في أعنف صورة و أقساها على النفس لأنها ستأتيه ممن فعل هذا لأجله .. 
و هذا درس على ألمه إلا أنه درس ثمين و لا يُمكن اكتسابه إلا بفادح الثمن.

و من الدروس أيضاً التي اكتسبت فائدتها بمشقة و رهق هو أن الإنسان سيظل في كبد ما دام يُحاول أن يكون ما يريده الآخرون أن يكونه .... لا راحة حقة و لا سلام نفسي إلا أن يكون الإنسان هو نفسه .... يكون ما يريده هو و ما هو عليه ... لا يُحاول أبداً أن يكون غير ذلك و إلا فستصارعه نفسه و لن تستسلم فيكون عيشه = عذاب مُقيم.

كما تعلمت أن كما أن الزيادة في الإيمان و الدين و حُسن الخُلق تدريجية و اكتسابية و لا بد من المُثابرة على تهذيب النفس للإستزادة منها، فأيضاً خسارة ذلك كُلّه تأتي تدريجية و هادئة بسيطة لا يشعر بها الإنسان إلا أن يجد نفسه يوماً بعيدً كل البعد عن جادة الصواب لأنه استهان بالقليل فزاد مع الوقت حجم التساهل فأتى على الأخضر من نفسه ...

و ما أشق محاولة الرجوع و التزام الطريق للعودة حينئذ.

و أهم ما تعلمته هو ألا يُضيرك من خالفك طالما عندك من شريعة ربك ما يتيقن به فؤادك أنك على الصواب ان شاء الله به ...

طالما معك من القرآن و السُنّة و علم و رأي العُلماء الثقات من السلف و المعاصرين من الأدلة الشرعية نقلية كانت أم عقلية سواء عليها إجماع أو جمهور أو الخلاف فيها سائغ فلا ضير عليك و لا تلتفت كثيراً إلا أن تُعطي الرأي بما وقر عندك مما سبق ذكره ...

و ما على الرسول إلا البلاغ.

و أُنهي ببعض الألقاب التي نُلتها من الآخرين في 2013 و أكثرها من مُقربين

و ذلك بدون ترتيب:

* إرهابي
* مُتشدد
* مُتعصب
* وهابي
* مُتحيز
* غير مُنصِف
* مُتخاذل

و الجدير بالذكر أن باستثناء "مُتشدد" و قول من قولين ل "إرهابي" فباقي الألقاب تم إطلاقها عليّ على خلفية سياسية و من الفريقين.

No comments: