Tuesday, May 20, 2014

أجندة السيسي

- السيسي لا يحمل أجندة عودة دولة مبارك، فقد انتهى أمرها وقتما وصفت هيلاري كلينتون مبارك بالعجوز العنيد وقت أحداث يناير 2011 و إنما يحمل مشروع الشرق الأوسط الجديد و الذي تمثل مصر فيه أداة طيعة لمخططات السعودية و الإمارات و تكون ذراعهما العسكرية "ليبيا نموذجاً"..

- دولة تعيش على الكفاف و غير مسموح لها بنمو اقتصادي يتيح لها التفكير في مصالحها الخاصة ..

- أدوات السيسي هم رجال دولة مبارك لخبرتهم في أضابير الدولة بمؤسساتها المختلفة و دهاليز الهيكل الإداري ..

- الجيش المصري لا يهمه سوى الحفاظ على امبراطوريته الإقتصادية الضخمة و وضع عسكري على رأس المفاصل المهمة في الكيان الإداري للدولة للدوران في فلك الفكر العسكري و ضمان استمرار النهج المُتّبع في عسكرة الدولة لضمان الولاء.

- الجيش المصري لا يريد و لن يسمح بحالة عداوة مع اسرائيل لأن الوضع الحالي مُربح للمؤسسة العسكرية بشكل يُعطي مؤشراً قوياً لأمريكا و اسرائيل أن الحدود الشرقية للدولة الصهيونية في أمان "و يظهر جلياً مدى ارتياح اسرائيل لوضع الجيش المصري في توسطها لدى أمريكا لتُفرج عن الطائرات الأباتشي المُعلقة حتى الآن" ..

- الكنيسة تتحرك بقوة لضمان أقصى مكاسب ممكنة في هذه المرحلة و ستخسر الدولة كثيراً بسبب تركها للكنيسة تتوغل بشدة اقتصادياً "لا توجد محاسبة ضريبية على نشاطات الكنيسة" و دينياً "التنصير و التوسع في معاونة الأحياء مدقعة الفقر" و سيجئ وقت تتحكم فيه الكنيسة في مقررات مصيرية و ستكون الدولة عاجزة عن المخالفة و كل لهذا لضمان مساندة الكنيسة لإقرار الوضع السياسي الجديد "زيارة الأنبا تواضروس للإمارات"

- مصر حالياً تُمثل الجناح الثاني للإحاطة بليبيا و إجهاض بناء الدولة الموحدة الليبية من جديد و ذلك بالتعاون اللصيق مع الجزائر لضمان عدم وجود دولة غنية بالنفط و لها ميول اسلامية.

- دخول السيسي للإنتخابات الرئاسية بدون برنامج سياسي و لا اقتصادي يُثبِت بما لا يدع مجالاً للشك أن إعادة تقزيم مصر و انكفائها على ذاتها لمحاولة تأمين لقمة العيش على الكفاف هو المطلوب في هذه المرحلة و خاصة أن الشعب رأى العين الحمراء للجيش و الشرطة بعد المذابح المتعددة و التي أوصلت رسالة واضحة للجميع بأن التمرد على الوضع الجديد ليس له رد إلا الرصاص في مقتل.

- تأتي في المرحلة الأخيرة لتثبيت دعائم النظام الجديد في مصر صناعة معارضة هشة كرتونية مع بعض البرامج الحوارية التي تتكلم بشكل يضمن أن يظن غالب الشعب أن هناك ديمقراطية و حرية في الكلام و أن الإلام غير مسيس.

- و مع الفساد المستشري في الثوب القضائي بالشكل الذي ظهر جلياً بعد الإنقلاب فإن كل مفاصل الدولة و مؤسساتها الحيوية تكون في خدمة الأهداف السابق ذكرها و تكون على استعداد تام بالإطاحة بأي محاولة لتغيير أو تحسين أو حتى إظهار بعض الحقائق أمام عوام الشعب.

- و تكتمل الصورة بوضوح مع تفتيت قوى الإسلام السياسي و مطاردة أغلبها و وصم غالب فصائله بالخيانة و الإرهاب حتى يضمن النظام الإنقلابي هدم التيار الوحيد الذي يمثل قوة حقيقية على الأرض و بالتالي تظل القوى التي تسمي نفسها مدنية تظل هشة خانعة لا تستطيع التحرك إلا في النطاق المسموح لها لإفتقادها الشعبية الحقيقية.

No comments: