أمقت الضعف الناتج عن الإعتمادية علي إنسان أو شيء بحيث إذا ذهب استلب معه قطعة من روحي ..
فلا تعود يومًا كما كانت ..
الناس دائمًا تواسي بعضها في هذه المواقف قائلة ‘‘ كله بيعدّي‘‘ جملة تعيسة جدًا.. أكيد كله بيعدّي .. لكن بأي ثمن؟
حرصت طوال عمري علي تصوّر الوداع في أولي لحظات اللقيا .. والفراق مع أولي كلمات الوصل .. أرتّب نفسي لهذا اليوم، حتى إذا أتى أتعامل معه كممثل يؤدي نصًا مسرحيًا حفظه من كثرة التكرار .. يندمج بمشاعره لحظة الأداء، لكن بعد أن ينتهي يغيّر ملابسه ومعها جلد الشخصية عائدًا لذاته القديمة ..
إلا معكِ ..
وجدتني فعلًا في كامل الإستسلام لضعفي الذي ميزته بالفعل منذ البداية..
كل مساحة الإستقلال الشعوري التي بنيتها طوال قرابة الخمسة عقود انهارت معكِ ... على درجات المذبح تحت قدميكِ ... تبعثرت الحروف ... تناثرت المعاني ...
نبع من تحت قدميكِ تيار سرى على أرضية المذبح مخترقاً طريقه نحو الأبدية ... تيار مكون من عشرات الحروف ... مئات الكلمات ... آلاف الجُمل ... ملايين الأحاسيس ... هذا التيار خلق نهر من المشاعر ...
مشاعر لا متناهية .. أزلية .. أبدية ...
نهر يغترف من روحي بداياته .. يجرف ذراتي في مساراته، حاملاً كينونتي في تياراته مخترقاً ديمومة الزمن، متجهاً بي نحو المصب المكون من راحتي كفيكِ ..
كفاكِ اللذان كُتب عليّ أن تنتهي رحلتي فيهما لتبدأ من جديد تحت قدميكِ ..
رحلة سيزيف الأبدية الخالدة بين البشر لها وجه آخر لن يعرفه سواي ...
و إياكِ.
No comments:
Post a Comment