الفارق
الحقيقي بين المتواضع حقاً و بين المتواضع رياء و سُمعَة، هو أن الأول
يعترف بفضل الناس عليه و لا يخجل من إظهار إعجابه بفكر و كتابات أحد و قول
أن فلان علمه و فلان له فضل عليه و هكذا ...
أما الآخر فهو يستميت
بشتى السبل حتى لا يُظهِر للناس من يتعلم منهم و يتفنن في إظهار أنه صاحب
رؤية مستقلة و أنه عانى عصامياً حتى وصل لما هو عليه و لكنه يفعل ذلك
بطريقة ذكية يستنطق بها من حوله حتى لا يقولها بنفسه فتُعَد غروراً ..
و لا مانع أبداً أن يذكر وسط كلامه أن هناك من تنبأ له بذلك من قبل و أن
هناك من قال له أن الشواهد كلها تدل على أن له مستقبلا هائلاً ينتظره
لرجاحة فكره الظاهرة ..
اللعب على نفسيات الناس بالكلام غير
المباشر و زرع الفكرة بداخلهم لجعلهم ينطقون بها دونه لإرضاء الذات و في
نفس الوقت إظهار تواضع مصطنع و تقليل مائع من حجم الذات ما هي إلا وسائل
يستخدمها ذوي النفوس الناقصة للمزيد من اجتذاب الناس حولهم و التظاهر
بالتواضع و البساطة و هما براء منهم
No comments:
Post a Comment