من الأماكن الممقوتة لديّ مول سيتي ستارز، ففيه أشعر أن كل شيء مُوَّجه
لطبقة أخرى لا أنتمي لها و لا أُحب، مما أراه من أغلب المنتمين اليها.
كنت هناك يوماً لأشاهد فيلم Interstellar بعدما أعيتني الحيل لأشاهده في
سينما أخرى و لم أستطع، و وسط شعوري بالغربة في هذا المكان الذي يتحدث لغة
غير لغة أغلب هذه البلد المطحونة و يخاطب مجموعة من البشر تكاد تأخذ قرارها
بالسكن في مجمعات منفردة عن باقي "الأغيار" كما أبدع د. أحمد خالد توفيق
في روايته "يوتوبيا" و ذلك حتى لا يختلطون بملح الأرض الذي يثير اشمئزازهم
أو يُذكرهم بما مضى، أجد وسط هذا كله أنني أبحث عن مُصلى لأصلي العصر مع
صديقي قبل أن يؤذن علينا المغرب فنتوه طويلاً و نسأل كثيراً حتى وجدنا
واحداً.
و ما أن اقتربنا من المُصلى حتى وجدنا رجل أربعيني يبدو من ملابسه و شكله أنه غير مصري، يجلس بجوار خزانة الأحذية الخاصة بالمُصلى و جيبه به بعض العملات التي جاد بها عليه بعض رواد المُصلى، و التي قد تكون آخر اليوم هي ما يسد به رمق أطفاله أو يشتري به دواء ما، أجده وهو جالس في هدوء بجوار خزينته في وداعة و صفاء ملامح لا أجدهما في أغلب مرتادي هذا المول المُرسخ للنمط الإستهلاكي في مجتمعنا.
و ما أن صلينا العصر حتى آن وقت المغرب لأجد الرجل الأربعيني يدخل المُصلى بهدوء مستجمعاً صوته ليشدو بالأذان في خشوع و سكينة لأستمع إلى واحد من أحلى ما سمعت في حياتي من أذان للصلاة و صلى ركعتي تحية المسجد و أقام للصلاة في وقتها و بعد الصلاة جلس يختم الصلاة و يُتمها ثم يُصلي السُنّة بدون التفات لمن يخرج آخذاً حذائه و معه أمله في بضعة عملات قليلة هو أحوج اليهم، و لكنه فضّل نداء الآخرة على نداء الدنيا .. و بدون التفاتة واحدة نحو الباب.
أجد هذا النموذج مُعادِل بقوة و إن نَدَر و قَل للنموذج الإستهلاكي الصارخ للمول بكل ما يمثله في كثير من الأحيان من حب للظهور و من تكاليف باذخة للحياة يستطيع المرء أن يوجهها في أوجه إنفاق أخرى كثيرة و يحتفظ لنفسه في نفس الوقت بالأناقة التي يريدها و بنصف أسعار هذا المكان سواء في الملبس أو المأكل.
هذا الرجل بخزانته و زاويته الصغيرة التي أحسست فيها بخشوع و بهدوء أعصاب و راحة نفسية و سكينة لم أجدهم في أكبر و أفخم المساجد التي دخلتها كانوا واحتي الصغيرة الجميلة في صحراء النمط الغربي الإستهلاكي التي عشت فيها بضع ساعات.
و ما أن اقتربنا من المُصلى حتى وجدنا رجل أربعيني يبدو من ملابسه و شكله أنه غير مصري، يجلس بجوار خزانة الأحذية الخاصة بالمُصلى و جيبه به بعض العملات التي جاد بها عليه بعض رواد المُصلى، و التي قد تكون آخر اليوم هي ما يسد به رمق أطفاله أو يشتري به دواء ما، أجده وهو جالس في هدوء بجوار خزينته في وداعة و صفاء ملامح لا أجدهما في أغلب مرتادي هذا المول المُرسخ للنمط الإستهلاكي في مجتمعنا.
و ما أن صلينا العصر حتى آن وقت المغرب لأجد الرجل الأربعيني يدخل المُصلى بهدوء مستجمعاً صوته ليشدو بالأذان في خشوع و سكينة لأستمع إلى واحد من أحلى ما سمعت في حياتي من أذان للصلاة و صلى ركعتي تحية المسجد و أقام للصلاة في وقتها و بعد الصلاة جلس يختم الصلاة و يُتمها ثم يُصلي السُنّة بدون التفات لمن يخرج آخذاً حذائه و معه أمله في بضعة عملات قليلة هو أحوج اليهم، و لكنه فضّل نداء الآخرة على نداء الدنيا .. و بدون التفاتة واحدة نحو الباب.
أجد هذا النموذج مُعادِل بقوة و إن نَدَر و قَل للنموذج الإستهلاكي الصارخ للمول بكل ما يمثله في كثير من الأحيان من حب للظهور و من تكاليف باذخة للحياة يستطيع المرء أن يوجهها في أوجه إنفاق أخرى كثيرة و يحتفظ لنفسه في نفس الوقت بالأناقة التي يريدها و بنصف أسعار هذا المكان سواء في الملبس أو المأكل.
هذا الرجل بخزانته و زاويته الصغيرة التي أحسست فيها بخشوع و بهدوء أعصاب و راحة نفسية و سكينة لم أجدهم في أكبر و أفخم المساجد التي دخلتها كانوا واحتي الصغيرة الجميلة في صحراء النمط الغربي الإستهلاكي التي عشت فيها بضع ساعات.
No comments:
Post a Comment