Thursday, June 5, 2008

أمين شرطة .... نظرة من زاوية مختلفة



قدم لنا يوسف شاهين في آخر أفلامه "هي فوضى" صورة واقعية قاتمة عن رمز من رموز السلطة في مصر وهي الشرطة متمثلا الفساد في صورة فئة أمناء الشرطة مقدما نموذج فاسد لأمين شرطة مستغل لمنصبه أسوأ استغلال ممكن، وبينما بدأ الفيلم بالتساؤل "هي فوضى؟" أنهاه بدون علامة الإستفهام قائلا: هي فوضى.

وهذه الفكرة تؤيد فكرة رسخت في ذهني من فترة طويلة وهي كراهيتي ورفضي لقطاع الشرطة في مصر نظرا للممارسات اللا إنسانية التي يعاملون بها الشعب واستغلالهم لمناصبهم وفساد قطاع عريض منهم بالإضافة لتحولهم عن مهمتهم الأساسية وهي حماية الشعب وصاروا جزارين الشعب وليسوا حماة أمنه.

ولكن يشاء الله أن أمر بتجربتين مختلفتين مع أميني شرطة وعلى الرغم من أيجابية التجربتين إلا أنهما لم تفلحاإلا في جعلي أوقن بأن التجربة والتعامل هما عاملي الحكم على الإنسان ذاته أما فكرتي المسبقة فقد أفلحت هاتين التجربتين في جعلى أراهما كاستثناء يؤكد القاعدة ولا ينفيها. وإن كنت قد أيقنت أيضاً أنني يجب أن أحكم على أي إنسان مهما كان بعد التعامل معه وألا اكتفي بالنظرة العامة أو المسبقة عنه أو عن الفئة التي ينتمي اليها.

التجربة الأولى كانت أثناء انتظاري لأحد المعارف بالسيارة في شارع قصر النيل بوسط المدينة أمام سينما قصر النيل مباشرة في صباح يوم جمعة وذلك على الجانب الأيمن من الشارع و كانت أمامي سيارة أخرى واقفة وتجلس على مقعد قيادتها سيدة متوسطة العمر. بعد فترة جاء أمين شرطة يطالبني بالإنتقال للجهة اليسرى من الشارع للإنتظار هناك ويبدو أن الوقوف أمام مبنى السينما ممنوع، وكان اسلوبه مهذب جداً ومحترم للغاية مما جعلني حتى لا أسئله عن السبب وراء طلبه و قمت بتنفيذ طلبه وغيرت اتجاه الإنتظار لحظياً.

عندما توجه للسيدة مطالباً إياها بنفس الطلب وجدتها تخرج يدها من نافذة السيارة وهي ممسكة بورقة مالية لم أتبين فئتها ولكني وجدته بدون أن ينظر إلى يدها يقول لها و عيناه تطل منهما نظرة غاضبة بلهجة حاسمة وجادة: شكراً وتركها وتوجه لمكان آخر، وقتها وجدت السيدة تلقائياً تقوم بتغيير اتجاه الإنتظار للجهة اليسرى من الشارع، ونظرت ألى عينيها حتى أرى انعكاس تصرفه عليهما ولكني لم أميز فيهما أي شئ .. وذلك على العكس مني شخصياً فقد شعرت بسعادة غامرة وبامتنان له لأنه تصرف بشرف يندر أن يتواجد في العديد من الناس خاصة من فئته .. كم وددت لو ترجلت من السيارة و شددت على يده محيياً إياه على سلوكه الشريف.

التجربة الثانية كانت في تاكسي أثناء تبادلي أطراف الحديث مع السائق حيث أخبرني بأنه أمين شرطة، طبعاً تعجبت من عمله كسائق تاكسي لأنه يتعارض مع عمله بالحكومة فأخبرني بأنه يخبر زبائنه عادة بهذا الأمر بصورة عفوية .. وأن من سبقني بالركوب معه كان ضابط شرطة وعندما أبديت له تعجبي تخيل أنني لا أصدقه فأقسم أن يظهر لي كارنيه الشرطة وبالفعل أصر حتى أراني إياه لأجد فعلاً الكارنيه يحمل صورته واسمه و الوظيفة: أمين شرطة و قال لي جملة ألجمتني تماماً: " يا بيه أنا عايز آكلها بالحلال".

لم أناقشه في جملته الموحية و التي تقول الكثير مما بين السطور حيث أن عمله كأمين شرطة يتيح له استغلال سلطته كما يفعل العديد غيره لزيادة الدخل، ولكنه فضل أن يعمل كسائق تاكسي في غير أوقات عمله الرسمية ليضمن مالاً حلالاً له ولأسرته. وبداخلي حمدت نفسي كثيراً على أن حتى هذا الوسط المليء بالفساد لا تزال به بارقة أمل ولا يزال منهم أناس يوجد بداخلهم الخير ولم تغير فطرتهم طبيعة عملهم التي يستغلها الأغلبية منهم على نحو سلبي.

15 comments:

منى said...

على فكره رايك فى الشرطه ده عند الاغلبيه العظمى من المصريين
تعرف واحد قريبى امين شرطه اتقدم لواحده معرفه وابوها رفضه رغم اعترافه بكل مميزاته لمجرد انه امين شرطه
خاف على بنته من اى شبهه حرام
رغم انى كنت زعلانه عشانهم
لكن احترمت الاب ده جدا
واحكيلك بقى على موقف كمان ايجابى
بنت فى اعدادى تاهت فى بلد غريبه وهى مع والدها ومش عارفه تروح ومش معاها فلوس ومن فرجتها على الافلام الاجنبيه
راحت لاول عسكرى شافته فى الشارع وطلبت منه يوديها القسم متوقعه انهم هناك هيسعدوها
لكن هو لما عرف المشكله راح معاها لحد عربيه بلدها وركبها وحاسب وكمان قال للسواق يديها الباقى

ايه ده؟
انا طولت اوى
ياله بقى اول تعليق
تحياتى

سلوى said...

أكيد كل مجتمع فيه الصالح والطالح

لكن الفئه دي مشهورة بأنها تستغل منصبها لتحقق ما تريد

تلك هي القاعده والشواذ هم ما حكيت عنهم

وحكت عنهم العزيزه منى

نمازج مشرفه فعلا
تخيل لو البلد دي كلها كده

الله
مجرد الحلم جميل

اهو ده عيبه said...

فعلا لكل قاعده شواذ
واكيد فيه ناس قليله مظلومه ومتاخده بذنب غيرها
بس للاسف السئ هو اللى بيسود

تحياتى لك

سنووايت said...

للأسف الحسنة تخص والسيئة تعم
أضم صوتي لصوتك تحية للنموذجين ولأمثالهما

عايش... ولكن !!!! said...

اول زياره لمدونتك
ولكنى وجدت الواقعيه فى اكثر تدويناتك
واجبتنى جدا هذه المدونه
وبرغم قسوة هذا البوست الا انى اسف ان اقول انه واقعى
ولكن الفيلم فيه بعض الزيادات اقصد انه يعطى صلاحيات اكثر لامين الشرطه
ولكن واقعنا ان هذا الامين لم يعد امينا
وكالعاده الحسنه بتخص والسيئه بتعم
اى ان سيئىة معظم امناء الشرطه تعم على باقى افراد الشرطه الامناء حقا
تحياتى
علاء

Omar El-Tahan said...

منى:

أختي حكيتلي عن واحدة زميلتها متجوزة ظابط شرطة .. وكل شوية يرجع البيت هدومه عليها آثار دم ... وطبعاً مش دمه هو ...المشكلة انهم بدل ما يمنعوا التعذيب منعوا دخول الموبيلات أقسام الشرطة ... مهزلة والله

أشكرك على إضافتك الإيجابية ... فعلاً فيه ناس كويسة منهم بس للأسف مش باينين وسط الأغلبية المفترية

Omar El-Tahan said...

free heart:

منوراني

اتفق معك في رأيك ... وياريت ربعهم بس يبقوا كده .. أنا مش طماع.

Omar El-Tahan said...

أهو ده عيبه:

شرفتيني بالزيارة ...

وللأسف أن كترة السيء هي اللي مخلياه يسود.

Omar El-Tahan said...

سنووايت:

المشكلة في قلة الناس الكويسة وسطهم ... بس للأسف دي سياسة الوزارة وسياسة الحكومة

Omar El-Tahan said...

عايش ولكن:

شرفتني بزيارتك ويا رب ماتكونش الأخيرة

أنا اتكلمت عن أمناء الشرطة صحيح .. لكن الضباط ليهم قصص أكتر من الأمناء ألف مرة .. ولو افترضنا ان المشكلة مشكلة أمناء شرطة نبقى غلطانين ... الظباط بلاويهم أكثر بكتير جداً ... بس عشان الأمناء مالهومش ضهر جامد يسندهم قدروا يحطوهم كمثال فساد بسهولة

Jana said...

التعميم ده مشكلتنا من زمان

لكن لو اعملنا عقولنا ..حنلاقى اننا دايما نأخذ الصالح بالطالح..ونحكم بتهور ورعونة ..

اكتر حاجة بقى بتعجبنى فى تدويناتك
هى ملاحظتك للناس بالشكل ده
يعنى التدوينة اللى فاتت...شفت من ابو حصيرة اللى غيرك مشافوش
ودلوقتى لمحت فى امناء الشرطة اللى غير لك رأيك فيهم
باتكلم عن التدقيق فى الملاحظة والنظر الى الجوهر ..من غير استسهال فى الحكم على الناس

فين الشكولا جلاسيه بتاعى؟؟

صحيح سؤال
هل ليك صلة قرابة بعائلة الطحان فى اسكندرية ؟؟
لو ليك
يبقى الشكولا عليا المرة دى برده
:)

تحياتى يا عمر

Omar El-Tahan said...

يا نهار ابيض يا نهار ابيض ..مش كنتي تقولي حضرتك إنك جاية كنا فرشنا الأرض رمل؟؟

شرفتي المدونة يا أستاذة جنا ... التعميم أصبح مأساتنا يا أستاذة ...بقى كارثة مكتملة الجوانب والأركان .. احنا بقينا اخصائيين تعميم في كل حاجة لحد أما قفلناها على نفسناو سودنا العيشة في وشنا وكأننا بننتقم من أنفسنا

بالنسبة لواجب أول زيارة فهايوصلك ان شاء الله لما تسددي ديونك الأول يا مدام وتديني اللاتيه بتاعي ... الناس بقت وحشة والنفوس اتغيرت يا فندم

أنا بورسعيدي وأقيم بالقاهرة وعائلتي ببورعسد .. ولا أعتقد أن لي قرابة لا بطحانين اسكندرية ولا طحانين القاهرة ... إحنا غلابة يا مدام .. اوعي تكوني أمن دولة؟؟

Unknown said...

تحيتي
الصراحة لم أقرأ البوست لأني الآن على عجل ولكنني سأعود حتما لأقرأه وأضع تعليقي
هذه المرة الأولى لي هنا وأحب أن أدعوك بدعوة مصحوبة بالفل والياسمين لزيارة مدونتي آملا أن لا أرد دون إجابة الدعوة ..
أنتظر زيارتك وتعليقك قريبا..أظنها ستروق لك
تحيتي
مدونتي هناhttp://kanyatklam.blogspot.com/

منى said...

ايه يا استاذ عمر؟
مفيش موضوع جديد ليييه؟

Jana said...

أين جديدكم!!!؟؟

يا ريت تنورنى وتيجى تستلم تاج بفلافور الفانيليا..على ذوقك اهو

ربنا معاك بقا
كنت راجل طيب

:))