Saturday, April 15, 2023
قومية بلا هدف
Tuesday, March 14, 2023
الإنسان الإله
يعني ايه الكلام ده؟
ان الفرد يتوحد مع منظوره الخاص للرؤية و يكتفي بإنه يشوف و يفكر في كل حاجة طبقًا لمنظوره هو و تجربته الذاتية و احتياجه و كأنه لا يوجد آخرون في هذا الكوكب البائس لهم منطلقات أخرى و زوايا رؤية و تفكير و تجارب و احتياجات مختلفة.
حتى فلسفة الحياة و رؤية الكون و التعامل مع المتغيرات.
ده بيبقى مريح نفسيًا لأنه بيحصر الحُكم و الرؤية عالcomfort zone بتاعة الواحد بما يتفق و رؤيته و تفكيره، لكنه للأسف بيخليه قاصر عن رؤية زوايا تانية و بالتالي رؤيته بتكون قاصرة و ليست شاملة و عامة بدرجة تتسع لاختلافات البشر و منطقهم و احتياجاتهم.
المنظور الأحادي مريح فرديًا و كتير بيكون مناسب ذاتيًا و لكنه غير صالح للتعميم و التنفيذ على مستوى جماعي فيه مستويات متباينة.
و عشان كده مش أي حد يصلح لمسؤلية النصح و الإرشاد و الوظائف القيادية و الإدارية العليا، و ده السبب إن الفتيا و الفقه و مناصب حيوية زي المديرين و الرؤساء التنفيذيين و من يتصدون للشأن العام في نطاقات تخصصهم لا يجدر أن يكونوا من قاصري التفكير و التوجه و أصحاب زوايا الرؤية و الفكر الضيقين لأنهم بهذا الأمر يضرون غيرهم ممن يتأثرون بهم بينما هم غير مؤهلين لذلك ابتداء.
و ده من الحاجات اللي بتعوق الكثيرين عن تقبل الإختلاف و قبول وجهات نظر مخالفة أو مختلفة و بتمنع كتير من الناس انهم يعدلوا افكارهم و نظراتهم للأمور أو يضيفوا ليها أو يغيروها أو حتى يتقبلوا مجرد وجود مخالف أو مختلف عنهم.
و دي من مساوئ الليبرالية الفكرية اللي بتعلي من قيمة الإنسان و توحده مع ذاته لدرجة تصل أحيانا لتأليه الذات بالمفهوم العملي التطبيقي و اللي بيخلي علماء كتير يلحدوا و يرفضوا الإيمان إلا بما هم قادرين على قياسه و رؤيته و الإحساس به و عشان كده جراحين كتير بيعانوا مما يسمى بgod complex و ده بيخليهم ينظروا لأنفسهم كأنصاف آلهة أو آلهة قادرين على المنح و المنع بل و الإحياء أو انهلء الحياة فضلًا عن تحويل قعيد أو طريح الفراش لإنسان طبيعي.
و المأساة الكبرى في البشر العاديين اللي بيعانوا من حيث لا يدرون من الgod complex دي بمصادرة الصواب و الحق و الصحة لهم وحدهم دون غيرهم ممن يخالفهم.
Thursday, January 12, 2023
الجد
المكان: حلوان – شارع جعفر باشا متفرع من شارع زكي – حلوان الشرقية
الوقت: بعد العصر في يوم صيفي الزمان: حول منتصف الثمانينيات من القرن العشرين
الحدث: كنت أمام فرن للخبز البلدي لأشتري للمنزل كما عودتني أمي في أمر الاعتماد عليّ في إحضار بعض احتياجات المنزل منذ صغري. كان الطابور طويلاً و شعرت بالملل من الوقوف الطويل بدون حركة و أنا كأي طفل لا يزيد عمره عن العشر سنوات أرغب في المزيد من الحركة، و كانت هناك شجرة ملاصقة للمخبز، كبيرة وارفة الأغصان كثيرتها و تتمتع أغصانها بالقوة و السُمك. و بحكم نشأتي في عمارة المقاولون العرب و التي لها حديقة بها شجرة أخرى كبيرة قد تعودت على تسلق الأشجار للعب، و عندما رأيت الشجرة بجوار المخبز و الطابور المُمل الطويل لم أستطع مقاومة تسلق الشجرة لتمضية الوقت في اللعب عليها بعيداً عن الطابور.
و لا أذكر في الحقيقة أكانت أول مرة لي في التسلق أم عندما تكرر الأمر عدة مرات أن وجدت عند نزولي منها من يناديني: "طرزان"، فالتفت لأجده هو من يناديني، رجل طويل أميل للنحافة، أبيض البشرة مشرب بحُمرَة، أبيض الشعر ناعمه و قد خط الزمن على وجهه و يديه تجاعيد عميقة و نمش يناقض لون بشرته، عيناه زرقاوان صافيتان و وجهه يحمل وسامة لم ينجح الزمن في إخفائها. سنه وقتها لربما جاوز السبعين بسنوات، و لكن الحيوية كانت تنبض في عروقه، ابراهيم كان اسمه و "الجد" كان لقبه، كان يعمل في ورشة حدادة على الجهة المُقابلة للمخبز و كان كل من يعملون معه ينادونه ب "يا جِدّ".
ناداني "الجد" و قال لي: نعم أعنيك أنت. فلما ذهبت اليه قال لي: هل تعرف طرزان؟ فلما أجبته بلا قال لي أنه يحب "التنطيط" مثلي على الأشجار و ما أن عَلِم أنني أحب القراءة قال أنه سيُحضِر لي غداً معه قصة من قصص طرزان لأقرأها لأنها مليئة بالمغامرات الشيقة و ستعجبني. و قد عرض عليّ أن انتظر دوري في الطابور معه في ورشته و أن أشاهده و هو يعمل في هذه الأثناء و في هذه الأثناء كان يُحدثني عن طرزان و مغامراته الشيقة في الغابة و أنا منجذب اليه و قد نسيت الشجرة. و بالفعل كانت القصة المكتوبة و ليست المصورة في انتظاري المرة القادمة و أعتقد أنها كانت خطوة ذكية منه لأن القصة المكتوبة ستأخذ وقتاً أطول في القراءة مما سيُبعدني عن الشجرة و التقافز عليها و تسلقها.
شدت القصة انتباهي حتى أتى دوري في الطابور فاستأذنته في أن آخذها معي للمنزل و آتيه بها غداً، و بالفعل انكببت عليها حتى أنهيتها و ذهبت اليه لأجده قد أحضر لي أخرى حتى لا يدع لي فرصة للتفكير في تسلق الشجرة. و كنت لا أُمضي الوقت فقط في القراءة و لكني أحياناً أشاهده و هو يعمل و أحياناً يحادثني و يحكي لي أقاصيص مختلفة لتمضية الوقت. نمت بيننا علاقة زادت قوتها مع الوقت حتى صرت أزوره تقريباً في كل مرة أذهب فيها إلى السوق أو إلى المخبز و كان لصنيعه معي أثران: الأول هو البدء في انتقال حبي للقراءة من المصورة إلى المكتوبة بالكامل، و الثاني هو البدء في الالتفات بصورة جدية للأدب العالمي المكتوب و القفز على سلم القراءة درجات تأخذ أعواماً من غيري للوصول اليها، كل هذا و أنا لم أُتم العاشرة من عمري بعد. رحم الله الجد ابراهيم و غفر له و أثابه عني كل خير.
Monday, January 2, 2023
أبو البنات
اختلاف المفاهيم
اختلاف المفاهيم -تقبل وجود الإختلاف و اعتبار تباين المنظور-