أنا ظلمت اللون الأبيض في اللبس !
طول عمري باكره لبس الأبيض بره و جوه لأنه اللون الوحيد القادر انه يحسسني إني معفن و مش نضيف مسافة ما اخرج بره الحمام أو اخطي عتبة البيت.
كان دايمًا عنده القدرة على التحول لدرجات الكريمي فالعسلي فالشامبين مرورًا بالهافان و وصولًا للبني في زمن قياسي يتحدى النظرية الفيزيائية القاضية بعدم قدرة أي شيء على تخطي سرعة الضوء.
عشان كده ما كنتش باشتري أي هدوم بيضاء أبدًا حفاظًا على سلامي النفسي.
لحد ما قريب والدي و اختي جابولي تيشيرت هاف نِك و بنطلون جينز لونهم أبيض كهدية.
أنا فضلت فترة راكنهم في شنطهم و مستمتع بوجودهم في البيت من باب التبرك و معتبرهم رمز للنقاء و الطهر لا أكثر لحد ما في مرة كنت طلعت المحفظة من البنطلون الجينز الأزرق اللي بالبسه بقالي شهر لأنه بيوصل لي شعور اني انسان مش جاذب للأتربة و العوالق و نسيت ارجع المحفظة فيه تاني.
وقتها و بحكم إني راجل باختار بنطلون الخروج و أنا نازل بناء على اللي المحفظة في جيبه و الحزام راكب فيه و للحظ الحزام يومها اتسل من العراوي و وقع فأنا لقيت نفسي في معضلة وجودية و هي إن ماعنديش بنطلون اخرج بيه.
فاضطريت ساعتها اطرح على مائدة البحث الخيارات اللونية الأربعة الأخرى المتاحة لحل الأزمة دي.
و أنا وسط دائرة الشك و الحيرة المؤلمة لاختيار البديل دورت وشي عشان أعطس فشفت شنط الطقم الأبيض في ركن السرير و عائلة صغيرة من العنكبوت طويل الأرجل تلهو بمرح عليها في نزهة خلوية في يوم معتدل الحرارة لأني ما جرؤتش احطهم في الدولاب وسط الهدوم مخافة احتكاكهم بالألوان التانية فيتعكر نقاؤهم.
فساعتها نطت الفكرة في بالي بما إنهم أبعد الخيارات عن الإستخدام و قلت بما إني بامر بلحظة يأس مريرة و أزمة لا أدرية عنيفة فدول أنسب اختيار للأزمة الوجودية الطاحنة اللي بامر بيها و قررت البسهم.
و دلوقتي و بعد اسبوع من الإستخدام لقيت إن فكرتي عن اللون الأبيض في اللبس كانت خاطئة و مجحفة تمامًا، و إن اللون الأبيض مريح نفسيًا جدًا في اللبس و سهل لبسه مع بعض الإحتياطات البسيطة زي غسل الإيدين قبل اللبس و استخدام العربية في التنقل و ألا يكون الجراج على مسافة اكثر من150 متر عن البيت و مسح أي كرسي قبل الجلوس عليه و عدم الجلوس في أماكن مفتوحة و الإمتناع عن اي تلامس جسدي مع أي كائن حي و إن مقابلة أي حد ماشفتوش من زمان لا يمكن تتضمن حضن او طبطبة أو خبط عالفخد مع جملة "ليك وحشة يا راجل" و وصولًا في بعض الأحيان للقدرة على الطيران المنخفض.
فزي ما انتوا شايفين موضوع عدم لبس الأبيض بالنسبة لي كان في غير محله و الموضوع طلع بسيط و سهل جدًا أهو.
Wednesday, October 19, 2022
الملابس البيضاء
Sunday, March 6, 2022
كل شيء
كل شيء يتغير ....
الأحباء، الأصدقاء، المشاهد و الجدران ...
حتى الذكريات تتآكل حتى التلاشي ..
ثم لا يتبقى سواك ...
و عَمَلَك.
Wednesday, January 5, 2022
الإختلاف ... غالبًا يُفسد للود قضية
انا مش من هواة إني اَدَخَّل حياتي الشخصية عالفيسبوك و يمكن باستثناء منشورات نعي ما فيش غير بوست او اتنين في خلال15 سنة ليا عالفيسبوك اللي ليهم طابع شخصي و متعلقين بحياتي ..
و للأسف هاضطر ازودهم بس زي ما كان ليا أسباب اضطرتني لده قبل كده فبرضه السبب اللي خلاني اكتب عن الموضوع ده المرة دي هو إني بحاول أفيد حد بتجربتي حتى لو بدرس يتعلمه من غلطتي.
من الحاجات اللي طول عمري بعاني منها مع الكل هي إني غصب عني دماغي بتحلل أي حاجة بتحصل قدامي و بتوزعها و تخزنها في سجلاتها ... فأنا بيبقى الطبيعي بتاعي اني أشوف الأمور من حواليا بنظرة مختلفة شوية ... يعني بالتأكيد زي أي انسان ليا ميولي و توجهاتي و تفضيلاتي ..
لكن اللي بيزيد عندي هو إني باشوف اكتر من زاوية لأي حاجة بتحصل قدامي أو باتعرضلها، فالصورة النهائية بتكون زاوية واسعة للرؤية متضمنة زوايا قد تبدو للبعض متباينة أو مش متناسقة و مالهاش علاقة ببعض أو حتى مش في صلب اهتمام اللي قدامي.
ايه المشكلة في كده؟
إني لما باقرأ كلام حد أو اتكلم معاه و اسمع منه فأنا دماغي مش بس بتفهم بناء على توجهي أو اهتمامي و مش بس توجه و اهتمام اللي قدامي ... يعني كأني باشوف اللي بين السطور أو بابص من عنين حد تاني مش بس عنين المتكلم/الكاتب.
و عليه فأنا مع فهمي للي قدامي فأنا بافهم نظرة طرف/أطراف أخرى غيره، و مع نظرته هو و نظرتي أنا باحط نظرة اطراف أخرى في الموضوع، و ده بيخليني اسأل كتير عشان اعرف ارسم الصورة كاملة قدر الإستطاعة في ذهني بحيث اكون ملم بكل زواياها و ادرك أبعادها كاملة مش بس من زاوية المتكللم/الكاتب و لا نظرتي/زاويتي أنا لوحدهم.
و ده بينتج عنه عادة وصمي بإني "غريب" و "مختلف" و "مش طبيعي" و "معقد" و غيرها من الأوصاف اللي عشت عمري كله جوه إطارها في نظر أغلب الناس.
المشكلة اني مش بادعي الكمال او تمام العلم أو حتى ادعاء العلم و لكني باحتاج شرح و توضيح بشكل معين عشان اقدر اجمع اطراف الصورة في دماغي بالشكل الصحيح و ده ممكن ياخد وقت أطول صحيح لكن ده مش بيكون للفرهدة أو الجدال و إنما غصب عني لأنه محاولة للفهم الصحيح.
بينما شبه العادي ان كل واحد بيتكلم/بيكتب بيبقى على شبه يقين بصحة نظرته وحدها حتى و إن اتكلم عن إن مافيش حد كامل و إنه أكيد بشري و بيغلط.
و الإعتداد المبالغ فيه بالرأي ده كتير بيبقى مختلط بنرجسية أو غرور أو على أحسن الأحوال ثقة فائقة في النفس خاصة إن كان الشخص من الناس اللي بتعتمد على نفسها في الوصول لرأي أو قناعة بعد بحث خاص و ده متفهم بكل تأكيد لكن صعوبة الحوار أو النقاش ناهيك عن الإقناع "بوجود رأي آخر واجب قبول وجوده و ليس تبنيه نهائيًا" بيكون من أصعب ما يكون.
خاصة إن ده عادة بيتزامن مع افتراضات مسبقة بيدخل بيها الحوار/النقاش حوالين رأي الطرف الآخر و تمسك بنظرته الخاصة للأمور و تفسير اسئلة المقابل ليه او استفساراته أو حتى نقاشه لمحاولة الفهم بشكل صحيح بشكل مغاير و مسئ و فيه استهانة و سوء ظن بالطرف الآخر.
إني أقول إني بشر و عادي إني اغلط بينما كل موقف أو نقاش/حوار ادخله و أنا في مخي اليقين المطلق و الصح الوحيد ده شيء فعلاً في منتهى الإرهاق للمقابل ... خاصة إن كان بياخد باله من التفاصيل و بيحلل الكرم زي ما بيتقال.
الغالب على الناس هو تبني نظرة واحدة للأمور و الحياة و ده متفهم برضه بالنسبة لي، لكن ايه المانع انهم يعترفوا إن فيه ناس بتبص بطريقة مختلفة و مغايرة للي هما واخدين عليه و بيحبوه و بيرتاحوله؟؟
الواحد فضل يحاول يشرح و يفسر و يبين هو بيشوف الدنيا ازاي عشان اللي قدامه يتفهم و يقدَّر ده أثناء الكلام تاني مش للإقناع و لكن لتقبل الوجود ليس أكثر ... و برضه جربت اتعامل زي ما انا بدون شرح أو تفسير .. و في كل الأحوال ما فيش فايدة.
خاصة مع النوعية شديدة الإعتداد بالنفس اللي اتكلمت عنهم فوق.
و الحقيقة ان وصولي لل44 عام ده خلاني أوصل لمرحلة أنا محتاج فيها تكون حياتي أهدى و أقل صراعات و خناقات و فرهدة لأن لا الصحة و لا العمر و لا المخ بقى فيهم مرونة لتحمل المزيد، و ده خلاني أقرر إني أبعد عن كل واحد من النوعية المرهقة جداً ليا دي في التعامل.
أنا ما عنديش غضاضة إني اكون مختلف، و أنا متقبل ده و مش شايفه مُضلِع ليا لأني متقبل جداً فكرة التنميط و منطقة الراحة الفكرية للناس، لكن اللي ما عنتش قادر اتعامل معاه هي النوعية اللي اتكلمت عنها دي لأن الموضوع بيتحول لإهانات و اتهامات و كلام مترهل جداً و سهل الرد عليه لكني باحتقر نفسي لما باعمل ده لأني بلاقي إني كأني مراهق بيتشاكل مع مراهق زيه و بيبقى حوار عبثي مالوش طائل و ما بيحلش و بينتهي بإن كل طرف يفضل على وضعه مع تخزين المزيد من الأفكار السلبية عن الآخر.
و صحيح إن قد يكون بعضهم معرفته تمتد لعقود مش سنين بس، لكن الباقي من العمر ما عادش يحتمل المزيد.
لسه مش قادر أحدد إن كان القرار ده معناه ابتعاد نهائي و كامل و لا بتلافي أي نقاش/حوار/جدال مع النوعية دي للحفاظ على شعرة معاوية.
Subscribe to:
Posts (Atom)